👤

Connectez-vous avec une communauté de passionnés sur FRstudy.me. Trouvez des réponses complètes et fiables à vos questions grâce à notre communauté d'experts toujours prête à vous aider avec des solutions détaillées.

لدي واجب علي تحضيره و يتضمن الرؤية السردية للسيرة الذاتية الرجوع إلى الطفولة لليلى أبو زيد و أتمنى المساعدة في هذا الموضوع إذا كان في الوسع


Sagot :

تفكيك النص السيري لسيرة رجوع إلى الطفولة لليلى أبي زيد  وتحليل مكوناته

الجزء 2

تحتكم ذاتية ليلى  الساردة  إلى التأريخ الشخصي والعائلي   واسترجاع التواريخ المضيئة والدالة  رمزيا وواقعيا وإعادة قراءتها بما يحقق النضج للرؤية التاريخية والاعتبار من تسلسل الأحداث و فتح كتاب سيرة الأفضية وحوار الأزمنة وتوصيف الشخوص وتبادل الكلام والأفعال السردية  وصراع الوقائع والأفكار والرؤى والعادات وأنماط العيش وتناسل الحكايا من داخل الحكاية لتلحيم المحكي الرئيسي بمحكيات ثانوية  تسرع شبكة الأحداث وتصعدها إلى ذرى التشويق وتفرج أزمات السرد بلحظات ختم وتنوير عبر معابر الحكاية كالسفر والانتقال والسجن وفضفات المجالس.
 
1- المكان: هو الحيز والفضاء الذي تقع فيه الوقائع و يحتضن الأحداث وتتحرك على مسرحه الشخوص ويحتفظ بالذكرى. وهو عدة أنواع :

-مكان مغلق : تتضايق منه الشخوص مثل السجن  ومحكمة الاستئناف وفضاء الداخلية…

-مكان مفتوح : تحس فيه الشخصيات بالارتياح مثل ملتقى الطرق الذي يحقق انتقال الشخوص ويشكل منافذ للتنفيس ومثل البادية التي يتميز فضاؤها بالجاذبية والحميمية …

-مكان اختياري : تشعر فيه الشخصيات بالاستقرار وإعادة التوازن  وتتطلع فيه إلى وضع أفضل مثل القصيبة فضاء الهوية وعالم الطفولة الأثير لدى الساردة ومهد الذكريات المؤثرة في البنية الذهنية  والمشكلة لمعالم شخصيتها . وصفرو فضاء بداية التحول في أسرة الساردة على صعيد المقاومة واعتقال الأب وعلى مستوى بروز النموذج النسائي  ومساندة فاطمة لزوجها السجين وبناتها المتطلعات للدراسة وعلى صعيد الذاكرة الشعبية خزان الحكايا ونواة القصص المسلية والمثيرة  التي تكشف حقيقة الأنا الجمعي ونزوعه إلى تحريك ترسبات النفس الإنسانية.  والدار البيضاء فضاء نضال الشخوص الرئيسية   في ساحة المقاومة أو داخل الأسرة أو في قاعات المدرسة كما يشكل منعطفا في مجرى تحول العمل الوطني  وانتقاله  إلى العمل المسلح واستشراف عالم الحرية والاستقلال حيث يمثل بديلا بالنسبة لأم ليلى  فاطمة عن الغياب والفقد والتهميش والإقصاء  والعنف الرمزي ومعادلا موضوعيا لوالد ليلى أحمد  الرجل المناضل والوطني الغيور الذي ضحى بالغالي والرخيص من أجل تحرير بلده فواجه تسلط المحتل  وقهر السجن وإكراهات تهريب السلاح  ومتطلبات تنشيط خلايا الحركة الوطنية  فكان بحق بطل المقاومة ومالك فعل التغيير رغم  زيغه العاطفي ومزالقه النفسية.والرباط فضاء النقد الذاتي لتجربة الاستقلال وتأسيس الدولة المغربية وتقويم نموذج التدريس المتبع في المدرسة المغربية وقراءة لتوجهات اليسار وأدائه السياسي في فجر الاستقلال وفضاء بداية التصدع على مستوى التفاف الوطنيين حول ملك البلاد وعلى مستوى العلاقة بين أحمد وفاطمة وليلى ووالدها.

-مكان إجباري : تقحم فيه الشخصية إجبارا فتحس بالتضجر والتبرم مثل فضاء الرباط المرتبط بتسلط الإقامة الفرنسية واستقواء المستعمر ومطاردته للوطنيين والتحقيق معهم والزج بهم في السجون وكفضاء القنيطرة الذي يرتبط عند نساء ورجال المقاومة بالاعتقال والسجن.

تتميز البنية المكانية  داخل السيرة الذاتية بالرحمية فالقصيبة مسقط رأس ليلى أبي زيد وصفرو مهد ذكريات النشأة الأولى  وتربطها بالمكانين صلات الحميمية  وتشكل العناصر الأولى للهوية كما تتميز بالحنينية إلى فضاءين متميزين: فضاء  الرباط  المتعلق بالدراسة  واكتمال الوعي الوطني والشخصي والتطلع إلى التغيير والاستقلالية واستشراف  المستقبل وفضاء الدار البيضاء  المرتبط  بمقاومة المحتل وباستشراف غد الحرية  الواعد حيث برز بشكل جلي  النموذج النسائي المغربي وأبلى في شخص الأم فاطمة البلاء الحسن.ونظرا لأهمية المكان كبنية حدثية سردية  فقد قسمت ليلى سيرتها وفقه  وصنفته إلى أربعة فصول هي:فصل القصيبة وفصل صفرو وفصل الدار البيضاء وفصل الرباط وفق ترتيب زمني يخضع لخطية زمنية تبتدئ من سنة 1950 إلى سنة 1982 وبناء على ترتيب منطقي يرتهن بتداخل مراحل عمر الإنسان: الطفولة والشباب…ويتعلق بوظائف المدن المغربية وتكاثف جهود المدن الصغرى مع المدن الكبرى لمقاومة المحتل الفرنسي والانخراط في بناء المغرب الجديد مغرب ما بعد الاستقلال.

 

 3- الشخوص:وتكون في فن السيرة الذاتية غالبا من لحم ودم  لها وجود في الواقع وفي مخيال السارد واستيهامته وهي أنواع بحسب أنماط الوظائف المسندة إليها:

*- الشخصية الرئيسية : ليلى /الساردة و فاطمة /الأم وأحمد الأب وتشترك هذه الشخوص التي هي من عائلة واحدة في لعبة  السرد من مواقع مختلفة : الأم / الاستذكار والأب / الفعل وليلى / الوعي والتتبع  وتتقاسم أيضا هذه الشخصيات  احتكار الوقائع والأحداث  ومساحات التلفظ والكلام ولعب أدوار البطولة على مستوى الفعل ورد الفعل  والحركة ودرجة الوعي داخل السيرة  وتشكيل نموذج التأسي والقدوة وتمثيل البطل الإشكالي في ملحمة السرد ذات الأبعاد الوطنية والنفسية والاجتماعية.

*-الشخصية الثانوية : وتمثلها الجدة والجد والخالة …حيث تشكل معابر للحكي والانتقال من واقعة لأخرى أو مصدر تناسل حكايا تلحم المحكي الرئيسي أومجرد قنوات لتصريف الأحداث وتنميتها وتطويرها .

*-الشخصية النامية : تتطور باستمرار شخصية ليلى والأم فاطمة والأب أحمد وفق برنامج سردي دقيق  وتتجاوب مع علاقات وتحولات وحالات  شبكة الوقائع وحبكة السرد حيث تتفجر من داخل الجملة السردية النواة وتتشظى من تفاعلات   الجمل السردية التفصيلية.

*-الشخصية الناضجة : وهي شخصيات جاهزة تنتهي في السيرة  كما تبدأ دون تحولات  حقيقية ولا مسار تطوري واضح  قد تكون ديكورية تؤثث فضاء السرد أو تصرف أحداثه كالجدة والجد والخالة خناثة …

*-الشخصية المرجعية : تتولى إلى جانب الساردة استرجاع الوقائع ونسج خيوطها وتوليد الحكايا وتناسلها من داخل الواقعة الكبرى للسيرة . ولعل الأم فاطمة هي من اضطلعت بهذه المهمة وشكلت مصدرا مرجعيا مرفدا  للسرد.