منالسلام عليكم
الحياة المدنية مليئة بالمظاهر التي نراها و التي تثير انتباهنا في بعض الاحيان لما لها من دلالة اجتماعية.
و من بين هذه المظاهر اطفال في عمر البراعم عند اشارات المرور البعض منهم بتهافت لمسح بلور السيارات المارة والبعض الآخر يعترضون سير السيارات لبيع المنا يل الورقية،وفي هذا الموقف شدني منظر طفل صغير ربما في الخامسة من عمره آية في الجمال رجلاه لا تكاد تحملانه، ذا بشرة بيضاء و شعر ذهبي ناعم،عيناه كبيرتان و زرقوتان يرتدي ملابس اكبر منه كملابس المهرجين ،فبالرغم من ذلك و من العناء اللذي يتكبده وهو يركض من سيارة الى اخرى ليعرض عليهم المناديل فجماله باد و برائته تزيده شد انتباه المارة اليه فهو غير مبال بالخطر الذي يحدق به وهو ينتقل من رصيف لاخر و لاحتى ابعاد اصحاب السيارات له ونهره، الا ان برائته واصراره كانتا مصدرا لصبره. و منبع قوته .
كانت حركاته ذات خفة متناسقة مع جسمه الصغير الذي يتراقص في قارعة الطريق ،غير مبال بأي شيء، همه الوحيد هو تحصيل اكبر مبلغ ،فرحته وابتسامته تعتري محياه كلما باع .
بالفعل حز في نفسي المشهد،و تاسفت لكونه لا يدرس مثل من هم في سنه،و لم تكن الظروف رحيمة به للخروج للعمل و عدم عيش طفولته كباقي الاطفال والتمتع بدفئ الأسرة.
