حل الربيع، وحلت معه بهجة الطبيعة،كل شيء يبعث الحياة والتفائل في الانفس ،من جو معتدل، والوان طبيعية حباها الخالق المبدع لهذا الفصل البديع.
كانت فرحتي عارمة عندما عرض علي والدي اصطحابه في رحلة إلى البادية،حيث سنزور جدي و نتمتع بمنظر البادية عن قرب ،و من فرحتي ساعة سماعي الخبر ،جمعت حقيبتي ،و انتظرت طلوع الصباح الباكر حيث سنتوجه الى البادية التي تبعد عنا بمائة و عشرون كبلوميترا مسافة ساعتان و كانت هذه أول زيارة لي.
وما ان خرجنا المدار الحضري و نفحات الربيع بادية على الطرقات عالم يبعث الروح ،و هذا قد أشرفنا على القرية التي يقطن بها جدي اراضي منبسطة ،و حقول مزركشة بالوان زاهية تتخللها الخضرة حيثما مددت عيناك .
و ها قد وصلنا لبيت جدي مكان جميل ،دار كبيرة مساحتها شاسعة بجانبها حقول و مراعي منظر رائع بعيد. عن سحب المدينة واكتضاظها ،حباها الله ب" كوكتيل" من الالوان ،رياحين مختلفة،واستقبلنا جدي و جدتي بحفاوة اهل البادية ،فطور بلدي ،كل شيء مختلف عن المدينة ياكلون من تعبهم و مما تعطيهم الارض ،الكل بيولوجي ،لا مصبرات،و لا مواد حافظة، والربيع زاد البادية جمالا ،من طيور تزقزق، و ور ود متفتحة تفوح روائحها،ومياه تسمع خريرها عن بعد، وقطيع يخرج ليرعى من خيرات الارض.
فعلا تمتعت بزيارتي هاته وشكرت جدي و جدتي لحفاوة استقبالهما لنا، وعدت الى البيت و معي ذكريات البادية ومناظرها الخلابة.
